آخر تحديث للموقع : الأحد - 13 أبريل 2025 - 09:14 م

مقالات


كيف نقراء مسوده التسويه لحل الازمه اليمنيه؟

الجمعة - 14 أبريل 2023 - الساعة 09:04 ص

عبدالناصر السنيدي
الكاتب: عبدالناصر السنيدي - ارشيف الكاتب




الحلقه الثانيه والاخيره !!

كنا في الحلقه الاولى قد تحدثنا عن المراحل النموذجيه لبرتكوليه حل اي صراع ولفتنا الإنتباه أن المسوده اليمنيه لحل الصراع اليمني أعدت بعنايه كما يبدو من قبل مختصين في اداره الصراعات كما أشرنا أن المسوده قد تجاوزت المرحله التمهيديه التي تم إنجازها من قبل التفاهمات الحوثيه السعوديه بوساطه عمانيه وبدأت المسوده مباشره من ما يعتبر المرحله الثانيه في اداره الصراعات واعتبرتها المرحله الاولى ....

المسوده قسمت إلى ثلاث مراحل كبيره ومتباعده كل مرحله سيتم إنجاز ما اتفق عليه في مرحله قبلها ومناقشه ملفات جديده
اكثر اهميه على النحو التالي ؟

المرحله الاولى ...سيتم تنفيذ تبادل الأسرى وفتح المطارات والميناء ورفع الحصار وفتح الطرقات المحليه ودفع الرواتب وتصدير النفط ...وتشكيل لجنه اقتصاديه ..ولجنه امنيه عسكريه تضع تصوراتها حول الملف الأمني والعسكري والاقتصادي ..نلاحظ أن هذه المرحله التي زمنت من ثلاثه الى سته اشهر هي مرحله اعداد فني فقط يتبادل فيها الطرفان المقترحات الفنيه واللجان ...

المرحله الثانيه ..وهي مرحله تخدم المرحله الثالثه وتناقش اداره الوضع خلال المرحله الانتقاليه ..كيفيه تموضع القوات واداره المرحله بعد الاتفاق على شكل هذه المرحله التي حددت بسنتين كامله حسب المسوده
مايميز هذه المرحله بأنها عملياتيه اي سيجلس الوفدان وجه لوجه وايضا ستنتهي هذه المرحله بعد الاتفاق على اداره المرحله الانتقاليه بخروج القوات الاجنبيه من البلاد ..
تتطلب المرحله الانتقاليه شكل جديد لاداره الدوله سسيتفق عليه الطرفان ربما بتوسيع المجلس الرئاسي أو تشكيل حكومتين برئيس شرفي أو اي شي آخر مختلف لم يحدد بعد ..

المرحله الثالثه ...وهي الأطول سوف تستمر سنتان وربما يتفق الطرفان على تمديدها لصعوبه ملفاتها الأكثر تعقيدا خصوصا أن الملف السياسي والملف العسكري يتطلب توحيد الحكومه وتوحيد الجيش وتحديد شكل الدوله النهائي والملف الاعقد وهو ملف القضيه الجنوبيه الذي به وبدونه تفشل أو تنجح التسويه السياسيه ..

ملف القضيه الجنوبيه وإن ظهر خافتا بشكل متعمد في المسوده إلا أنه هو مفتاح الحل فواقعيه الحل للقضيه الجنوبيه واضحه إن أرادوا رؤيتها فالارض الجنوبيه هي بيد ابنائها ولن تنتزع منهم على طاوله الحوار ...وأخذ الأرض الجنوبيه لن يتم إلا بالحرب الطاحنه التي لا تبقي ولا تذر هذه المره ..وهذا طبعا لا يتناسب مع الجوهر السلمي للحل الذي يطرحه العالم إذن فالضامن لعدم حدوث هذا هو واقعيه الحل القضيه الجنوبيه. .والتي يتطلب من الأطراف الشماليه ودول الإقليم الوسطاء فهم هذا بدقه ....

وضع ابطار خاص للقضيه الجنوبيه بعد سحب الاوراق التي يملكها الانتقالي والشرعية
وتسليمها للحوثي مقدما دون ضمانات لا يكفي وهذا يشكل خطوره كبيره ليس على القضيه الجنوبيه بل على الأطراف الشرعيه
حيث أن المنتصر الوحيد الذي حقق شروطه هو الحوثي ...

الحوثي حقق مطلب الاعتراف به قانونيا وأصبح طرف رسمي اذا لم يكن الطرف الشىرعي صاحب السياده والإرادة ...فهو حتى الآن قد استلم مايريد مقدما ويستطيع في اي مرحله فرض شروط جديده ...

على العكس الشرعيه الطرف الشمالي هي الخاسر الوحيد الذي لايمتلك اي شي يفاوض عليه إلا قطعه ارض في تعز وأخرى في مارب
ويتكئ على الأرض الجنوبيه ...

أما الانتقالي فيمتلك جيش حقيقي وارض شاسعه وثروات نفطيه يستطيع بها قلب الطاوله وان بكلفه كبيره هذه المره لكن يسقع بين خيارين إما العوده والموت بباب اليمن أو الانتحار بنسبه نجاه ضئيله على أرضه ..

الكلام الذي قلته بعاليه هو كلام فيه شي من التشاؤم وانطلقت من مبدى احتمالية أن السعوديه قد خدعت الجميع وأخذت مابيدها من أوراق الأسرى والحصار والرواتب والمطار والميناء وقدمتها للحوثي مقابل ضمان سلامه أراضيها وقيام منطقه عازله وأخذ ضمانات صينيه ايرانيه بعدم قصف العمق السعودي تاركه كل الشركاء من انتقالي وشرعيه عراه خلفها في الصحراء ....

لكن نحن لا نمتلك اي واثائق حول التفاهمات السعوديه هل قدمت الحوافز للحوثي لها وحدها إما أنها شملت مصالح الشركاء الآخرين .. فقد كانت التفاهمات سريه غير معلنه
المنطق يقول إن السعوديه لن تفرك بالآخرين من الشركاء وإلا فهي قد قدمت اليمن والانتصارات والمكاسب للحوثي على طبق من ذهب وتخلت عن الآخرين وتريد الانسحاب

خلونا ناخذ بحسن النوايا وان السعوديه تتصرف كدوله تحترم نفسها أمام شعبها والعالم في مايخص التفاوض مع الحوثي وايران وراعت مصالح الجميع ...ونعتبر أن هذه المسوده وجلوس الأطراف شي جيد وسيوصلنا إلى نتائج ماء نحو السلام المستدام وعبرها ممكن ستحل القضيه الجنوبيه ....وخلونا نفترض أن الحوثي هو نفسه يريد السلام والحياه ...

هذه المبادرة قد يفشل خصوصا اذا استمر الحوثي في تعنته والفشل سيودي إلى حرب جديده وربما سنشهد اصتفاف جديد شمالي ضد الجنوب ومحاوله فرض الوحده بالقوه

نحن أمام فرصه تاريخيه بيد الانتقالي خطوره ضياع هذه الفرصه هي في محاوله شق الصف الجنوبي انطلاقا من فجوه الخلاف مع الانتقالي لبعض القوى ومحاوله جرها الى قوى لشمال لإضعاف المفاوض الجنوبي تحت يافطات المناطقية او الحزبيه المعروفه وهنا يجب على الانتقالي قطع الطريق بأحداث اختراق بهذا الملف في خلق تقارب جنوبي سريع وملفت ومعلن يضم كبار شخصيات الجنوب التاريخين وساستها وشخصياتها الاكاديميه الموثره في المجتمع بشكل حاذق وذكي ....