آخر تحديث للموقع : الأربعاء - 09 أبريل 2025 - 08:50 م

مقالات


يافع... كوكب الدهشة..

الأحد - 09 يوليو 2023 - الساعة 06:07 م

صقر الهدياني
الكاتب: صقر الهدياني - ارشيف الكاتب




ليس كل امتداح تطبيل، علينا أن نعترف منصفين أن يافع لوحدها حضارة عريقة منذ آلاف السنين، لستُ من أبنائها، ولاتربطني أي علاقة بها، حتى لا أميل لها، لكن ثمّة حقائق تدفع المرء لقولها، عندما يزدحم بالعظمة ويشعر أنه بحاجة لفض الصمت...

هذا الألق والتألُّق من يافع كل يوم تذهلنا، تُرتّب الجمال في أثوابها، تعيد تعريف التاريخ من جديد، قلّما أكتب هكذا، لكن مقدرة يافع على تحرير الإنسان من الرتابة وكسر الملل يُصيِّر الإنسان حضاريًا يقتات أسباب المهابة والكبرياء...

منذ كم حربًا ويافع سندًا ومددًا بالمؤن والرجال؟
منذ كم ورجال الأعمال من يافع يشيّدون الوطن، يمرّجون الأرض، ويعمرون المُدن؟
منذ كم والإنسان اليافعي هو الأول في الوطن حاضر في جبهات القتال، وحملات الدعم، والتسيُّد في المواقف الإنسانية؟!
منذ أزمات كثيرة ومواقف بطولية...

بغض النظر عن العنصريين، يحق أن نفخر جميعنا بيافع، هذه القلعة التي نجحت في صون عذريتها منذ الأزل، كيف لا وهي مملكة حمير الراسخة في الجبل اليافعي الممتد شاهقًا منذ حمير حتى اللحظة الوجودية هذه !

العمران اليافعي على شاكلته يمثل وجهًا مُشرقًا ليافع الحضارة والامتداد الباسق لها عبر التاريخ، فيما تلعب المهرجانات الشعبية دورًا عظيمًا في تجسيد الشكل الحميري الآن، وإن دل فإنما على وعي الإنسان اليافعي وإداركه مدى أهمية التراث والحفاظ عليه..

بعيون مختلفة نُعيد النظر كرتين في ملامح الجسد اليافعي لابسًا الزي الشعبي، بجمبية ووشاح وقطع قماش في مدلوها رسائل كثيرة، كيف نجح هذا النسل في الحفاظ على ملامحه من تشوهات الحاضر؟

يافع أرض الجن والملوك والشعراء والمقاتلين معًا، تداخلت القدرات لتنجب إنسانًا أبيًا يرفض التخلّي عن عبق الحضارة، سافر الرجل اليافعي شتى بقاع الأرض، وطأت أقدام يافع العالم وأشتغلوا عاملين وعادوا إليها بناتجٍ مادي زاد من عظمتها، بالرغم من كل ذلك إلا أنَّ التراث والحفاظ عليه أصبح قدسية جماعية لدى الصغير والكبير !

ثمّة مديرية بداخلها وطن كبير !
يافع بداخلها كل شيء، تمتلك الحضارة والإنسان ورأس المال، لكن أتعجب كيف تنتظم وفوضوية !
هي عظيمة، فقط إنها سفينة بلا قبطان ...!
بمقدرتها الصعود إلى مرتبة أعظم، لكنها عالقة في دوّارٍ واحد، إن سدّتْ بعض الثغرات سنشاهدها وهي تعرج في أفلاكٍ عالية..!!