آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 07:37 م

مقالات


الجوهر والشخصية

السبت - 29 يوليه 2023 - الساعة 02:30 م

حسين أحمد الكلدي
الكاتب: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب



تمثل كل من اخلاقيات الجوهر واخلاقيات الشخصية نماذج اجتماعية هامة وتمثل القيم التي زرعت بداخلنا منذ الطفولة وهي الاعمدة التي ترتكز عليها كل التعاملات الانسانية في الحياة . واود ان اتسائل مامدى عمق تصوراتنا للحياة في ضل وجود التغييرات الكبيرة التي تحدث اليوم في العالم ؟
لان التحول كبير جدا ومستمر وفي تناقض واضح عن ما كان عليه في الماضي و النظرة الاساسية للجوهر تختلف عن ماهو للشخصية وللنجاح في الوقت الراهن لقد تحولة من اخلاقيات الجوهر الى اخلاقيات الشخصية اي ان توجهك يحقق لك مايمكنك تحقيقه اي ان ماتظهره روحك اثناء التعامل والتواصل وطريقة تفاعلك المباشر مع من هم في محيطك دون النظر منهم الى العمق او الجوهر للشخصية وما تمثله من السلوك البشري في العلاقات المتبعةحاليا والمواقف القصيرة يظهر التصنع جليا واضح في السلوك ليترك انطباعات رائعة لدى الغير لتحصل على ماتريد من فائدة انية . ونتسائل هل هذا السلوك يحدث فارقا كبيرا ويؤثر في اعماق انفسنا ومشاعرنا ؟
وهل يؤثر على سلوك اجيالنامستقبلا ؟
لأن مانفعله اليوم غير متسق مع عاداتنا وتقاليدنا في الحياة التي تربينا عليها ومانظهره اليوم في تعاملاتنا يختلف في جوهره عن مانقبله وهذا يحدث فارقا كبيرا من جيل كان زاخرا بالعادات والتقاليد الاجتماعية والأخلاقيات والفارق بين الجوهر والشخصية كان من اهم النقاط التي ترتكز عليها قيمة الانسان الفرد في المجتمع وكان الاجداد مايدور في مجالسهم من نقاشات يتظمن الاستقامة والوفاء والتواضع والرجولة والشجاعة والشهامة والامانة والصبر وكانوا يتحدثون دوما عن جوهر الانسان وقيمته وصفات الانسان الاصيل تقاس عند المجتمع بالمعادن الثمينة النقية وكنت استمع بشغف الى تلك الكلمات لكني لم ادرك ذلك المعنى كثيرا لصغر سني ذلك الوقت وبعد مرور السنين صرت ادرك ذلك المعنى العميق وماذا تعني الصفات الانسانية الحميدة والجميلة التي يحملها الانسان النقي في عقله وفي حنايا فؤاده واللذي يتصف بالحب والرحمة والتعاطف وحسن الخلق و المشاعر.الطيبة ومستوى رقي فكره وتقديره لأهمية جوهره ويختلف من شخص إلى آخر. أن الجوهر يحدد شخصية الإنسان في الحياة وطريقة تعامله مع الناس ومدى انضباطه والتزامه بالقيم والمبادئ والاخلاق . ان اللذين يستخدمون التاثير على الناس للحصول على مصالحهم وجوهرهم معيب ويتسم بالازدواجية والنفاق في هذه الحالة هم فاشلون وتنكشفت حقيقتهم و قد فقدوا الثقة وخسروا مكانتهم المزيفة التي حصلوا عليها ويظهر ذلك جليا في التعاملات والعلاقات الاجتماعية . وصاحب الشخصية المزدوجة مهما بذل من مجهود لكسب حب الاخرين فلن يجدي نفعا فالصلاح في العلاقات الانسانية يبث الحياة في كل التعاملات فكل ماتملكه من نزاهة ونقاء وقوة الجوهر هي اساس راسخ لتحقيق النجاح .
وقال تعالى :
﴿ مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾
فانا اءؤمن ان السلوك البشري والعلاقات الانسانيةهي نظام طبيعي يبداء تاسيسه من الاسرة و المدرسة والمجتمع ويقوم على اساسه زراعة القيم و المبادىء والاخلاق وحب الخير للجميع وحب الوطن حتى تتربى عليه اجيالنا منذ الصغر ويستحسن في ذلك التعاون المثمر يكون بين الاسرة والمدرسة والمجتمع ككل . وعلى كل حال ليست كل التحولات التي تحدث اليوم في العالم سواء كانت سلبية او ايجابية فقد تؤثر و تنقلنا الى رؤية العالم بوضع مختلف ويحدث تغيرا هائلا في توجهاتنا وسلوكياتنا وكلما نزرعه اليوم نحصده غدا وهذه سنة الحياة.