آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 06:58 م

مقالات


حب الذات وحب الآخرين

الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 - الساعة 02:12 م

حسين أحمد الكلدي
الكاتب: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب






قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري ومسلم . نتعرف من خلال هذا الحديث ان الناس الذين يخرجون عن التمحور حول انفسهم هم من يضعون اولويات الآخرين في مقدمة اولوياتهم والذين هم متمركزين حول انفسهم ومشغولين بالذات وبافكارهم الخاصة ولايميلون للشعور بشكل جيد نحو الاخرين هم قليلون العطاء وللحياة قوانينها هو انك لاتستطيع ان تحصد قبل ان تزرع قد ربما سئلت نفسك يوما في الصباح ما الذي ستجنيه اولا ؟ ام ماذا الذي ستزرعه ؟ وهل انت تحب ان تبحث عن شيء تفعله للاخرين او انت منتظر مايقدمه الاخرين من اجلك ؟ وفي هذه الحالة عندما نريد مساعدة الاخرين يجب علينا مساعدة انفسنا اولا ؛ وندرك ان التغييرات الضرورية يجب ان تتم من الداخل اولا فداخلنا هو الاهم قبل ان نفكر في تغيير الاخرين وعندما يحدث ذلك التغيير في نفسك سوف تستطيع احداث التغيير في الاخرين وبمعني ادق لاتستطيع ان تعطي غيرك مالاتملكه كيف نتحول من حب الذات الى حب الاخرين يعني ان ندرك ان حب الناس هو ان نقدر انفسنا اولا وكلما احببت نفسك واحترمتها زاد حبك للآخرين ويحدث ذلك بقلوبنا اولا حتى نمد ايدينا في هذا العالم الفسيح وننظر الى حياة الاخرين بشكل ايجابي لتكون الى جانب حياتنا ان التفكير الايجابي وحده لايبني صورة ذاتية بل الأفعال الايجابية تفعل ذلك . ومن هذا المنطلق نفهم ان تقديرنا للاخرين مرتبط بتقديرنا لانفسنا وتقدير الذات يعطيك طاقة إيجابية تزيد قيمتك وثقتك بنفسك وفي هذه الحالة نستطيع خلق توازن بين الاثنين وكثيرا مايحدث تضارب بين رايين وقد اجريت دراسة خلصة بالقول الى ان المال لايخلق السعادة ولا الفقر يخلق التعاسة ولكن خلصت الدراسة الى ان السعادة متعلقة بمنهج العطاء والانفاق سواء كان بالكلمة او الابتسامة او الطعام او الحضور الشخصي في مشاركة الاخرين بافراحهم واحزانهم ومساعدتهم في السراء والضراء فالمال ليس غاية بل مجرد وسيلة واداة لبلوغ هدف معين وكيفية بذله هو سر السعادة .
قال تعالى( وماتنفقوا من خير فلانفسكم ) فالعطاء هو سر السعادة ويعزز العلاقات بين الناس من خلال بناء جسور اواصر الترابط الاجتماعي فالتواصل مع الاخرين من خلال الاعمال الخيرية والتطوعية بعيدا عن الانانية وحب الذات هذا يخرجك عن الانانية والعزلة ويقوي الثقة بالنفس ويعمل على توليد المشاعر الجميلة والرحمة بين افراد المجتمع ويقضي على الحقد وروح الانتقام ولهذا اسعي دائما بالنية الصادقة بان تعيش هذه التجربة الغنية بالحب فهي تحسن مزاجك وتحسن صحتك النفسية والجسدية وتذكر قوله تعالى( وماتنفقوا من خير يوف اليكم ) فالعطاء هو في الاساس يلبي مصلحتك الشخصية ويعود عليك بالمزيد من الخير .