فقدت إحدى الأسر النازح التي تقطن بأحدى المنازل الطينية بمدينة جعار أثنيم من أبناءها، شاباً وفتاة في مقتبل عمريهما عندما أنهار المبني المتهالك الذي كانوا يستأجرونه فجر يوم أمس الاربعاء.
الغريب في الأمر أن سكان الحي المجاور للمبني المنهار ظلوا لساعات يتاملون تحرك سلطات المدينة بعد ان عجزوا في رفع الانقاض والوصول الى الضحايا فلا دفاع مدني أتى ولم يجدوا حتى شيول في اكبر مدن المحافظة مركز مديرية خنفر، ماجعلهم يستدعون أحدى الشيول بالايجار من مدينة زنجبار وصلت بعد وأنا صعدت أروح الضحايا بساعتين أو أكثر.
وعليه فإننا أمام وضع مزرٍ بالنسبة للحد من الكوارث في مدن محافظة أبين، التي أصبحنا نسمع الكلام الكثير والورش التوعوية عن مواجهة الكوارث ولكن لانرى أفعال على الواقع نتثقف ونتزود بالمعلومات عن طرق الهلاك والكوارث المتعددة التي سنشهدها دون أن نتمكن من التصدى لها.
وهناك مشكلة أخرى تكمن في جشع البعض من ملاك العقارات الذين يهتمون برفع قيمة الايجارات إلى مبالغ خيالية دونما مرعاة لحالة المواطن أو الأكتراث حتى لحياته وسلامة افراد أسرته كما حدث مع تلك الأسرة النازحة والمنكوبة في مدينة جعار بمديرية خنفر.
على السلطات المحلية بمحافظة أبين أن تتنبه لحدوث مثل هذه الكوارث وتعمل على توفير وسائل مكافحتها ولو في حدها الادنى خصوصاً في المدن التي من المتوقع أن تكرر حوادث انهيار المنازل الطينية فيها التي تعاني الكثير منها أهمال مالكيها وعدم صيانتها أو ترميمها منذ أن بنيت قبل أكثر سبعين عام.
وهي بحاجة إلى ترميمات عاجلة وأستكمال برنامج الدعم الذي بداته أحدى المنظمات قبل ثلاث أعوام في مدينة جعار ولم يغطي باقي المنازل المتداعية المنتشرة في المدينة مهددة حياة ساكنيها.
نسأل أن بتقبل الضحايا ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.