في عالم طغت فيه قوى الظلم وأصبحت الأصوات المقهورة تواجه تحديات وصعوبات في إيصال رسالتها والتعبير عن حالها ومطالبها وآمالها، وسط هذا الواقع البائس والمظلم، وفي عصر يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتتعدد فيه المنصات الإعلامية، برز دور إعلام محور الحواشب ليكون بمثابة شعلة الأمل، محطماً كل القيود، وموضحاً قوة الكلمة في مواجهة العدو المتربص بالجنوب أرضاً وإنساناً.
ويعد المركز الإعلام لمحور الحواشب، مثالاً واضحاً على كيفية إيصال صوت المقاوم البطل في ساحات المواجهة مع العدو الحوثي والقوى اليمنية الإرهابية الطامعة في أرض وثروات الجنوب، كما إنه يمثل منبراً حراً للمواطن المظلوم في جميع انحاء الوطن العزيز، وبفضل جهود ثلة من الشرفاء الذين نجحوا في التفاعل مع قضية الجنوب العادلة وإيصال مظلومية الشعب عبر جميع الوسائل والأجهزة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية.
وتخطوا بسلاح القلم كل الحدود، وعلى الرغم من المخاطر المحدقة التي تحيط بهم من كل جانب إلا إنهم استطاعوا وبفضل حنكة وحكمة القائد الفذ الشيخ محمد علي الحوشبي أبو الخطاب حفظه الله ورعاه، تمكن الإعلام في بلاد الحواشب من أداء رسالته الإنسانية والوطنية السامية، والقيام بدوره المنوط ليعرض أمام شعوب العالم وقادته قصصاً واقعية عن المعاناة والمقاومة ليس في بلاد الحواشب فحسب وانما في الجنوب بشكل عام.
لقد جرى تأسيس المركز الإعلامي، في إطار الحملة الشعبية لمواكبة تطورات ومستجدات الأحداث وجهود وتضحيات الرجال الأبطال في مختلف الجبهات في سياق معركة الجنوب المصيرية لنيل الحرية والاستقلال، وكذا لتغطية كافة الأنشطة والفعاليات على الساحة المحلية ونقل صورة حقيقية عن مآسي واحتياجات المواطنين وواقع حياتهم.
ولعب المركز الإعلامي، منذ تأسيسه دوراً محورياً وفعالاً في نشر وتعميم الأخبار والتقارير وأيصال الرسالة الإعلامية بصدق وشفافية عبر المواقع الإلكترونية والصحف والقنوات والوكالات المحلية والدولية، مما أسهم في تعزيز الصوت الجنوبي الذي يتحدث للعالم عن مظلومية هذا الشعب المظلوم، ولا يمكننا تجاهل دور النخب والنشطاء والكتاب والمفكرين والمثقفين الذين كانت لهم اسهامات كبيرة وملموسة في تبني الهموم والوقوف على القضايا التي تهم الوطن والمواطن.
ووضع هؤلاء الصفوة بصماتهم المشهودة في تنمية عقول المواطنين وتوعيتهم بواجباتهم تجاه المؤامرات الخبيثة التي تحاك ليل نهار ضد الوطن وتستهدف العقيدة والدين والأرض والإنسان، وبفضل تلك العقول النيرة والمستنيرة والوسائل الإعلامية الفاعلة، تنشأ أجيال من القادة العظماء، ممن سيكون لهم دور كبير وبارز بالمستقبل في قيادة دفة الوطن وايصال سفينته إلى بر الأمان، والتصدي للمخططات الدنيئة واحباط سياسات الأعداء وكل التهديدات التي قد تواجهه.
ومن خلال الإعلام، برز دور المناضلين الوطنيين الذين واجهوا وافشلوا المشروع الفكري والعقائدي الإيراني الذي تتبناه المليشيات الحوثية الإرهابية تعزيزاً لانتمائهم الديني والوطني الجنوبي الراسخ، واتباعاً لمبادئهم الإيمانية والنضالية والثورية، ولهذا نقول، يتعين على مسؤولي الدولة الإهتمام بالقائمين على مركز إعلام الحواشب وكل الإعلاميين الجنوبيين الشرفاء، واحتضان مثل هؤلاء المناضلين والكوادر المضيئة والمشعة، ودعم وتشجيع رواد الحرف والكلمة، وحملة الأقلام، واستثمار جهودهم وأفكارهم لتعزيز جهود التنمية الوطنية.
حيث إن دعم الإعلام ومنتسبيه وتوسيع رقعته يُعد أمراً ملحاً وضرورياً لتحقيق الأهداف الوطنية والنضالية والثورية، إذ يعد هو الضمانة الأكيدة التي من خلالها يمكن أن يبقى صوت العدالة والمقاومة مسموعاً ويتردد صداه في كل مكان وكل زمان، كما يتوجب على الجميع، من أفراد ومؤسسات أن يتضافروا لإنجاح هذا العمل العظيم، فنجاح الإعلام، يتطلب اليوم اهتماماً أكبر من قادة ومسؤولي الدولة، فهذه المنصة ليست مجرد وسيلة لنقل ونشر وتعميم الأخبار والتقارير، بل هي رسالة حية وقوة حقيقية يمكن استغلالها في تعزيز مقومات الصمود والثبات والبناء الوطني الجنوبي.
لذا فإننا نوصي قيادات وطننا باستثمار إمكانيات وأفكار هؤلاء المبدعين، الذين يمتلكون القدرة على تقديم رؤى جديدة ومبتكرة تساهم في نهضة الوطن، فمن خلال دعم وتشجيع هؤلاء الكوادر، يمكن أن تبزغ نجوماً ساطعة ويبرز قادة وطنيون بشكل أكبر من بين أوساط المجتمع، مما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية وتقديم نموذج يُحتذى به في البذل والعطاء والتضحية في سبيل الثوابت العليا، وسيكون لهؤلاء القادة الناشئين دور عظيم في نهضة الوطن وتعزيز صموده أمام هجمات أعدائه المتربصين به من كل مكان.