آخر تحديث للموقع : الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 12:03 ص
سر الصفعات السعودية المتكررة لإدارة بايدن دون رد أمريكي
الجمعة - 28 أبريل 2023 - الساعة 01:36 م
هناك مثل شعبي يمني أستميحكم عذراً في استخدامه لسلاسة فهمه، المثليقول : الخصية بيد اللبّاد" وطبعا " خصية " أمريكا هنا هو الدولار الأمريكي الذي يحتل أكثر من 60٪ من احتياطيات النقد الأجنبي في بنوك العالم على الرغم من فك ارتباطه بالذهب بعهد الرئيس نيكسون، والسبب الرئيسي لإعتمادة عملة دولية يعود لعملية ربط سعر البترول بالدولار الأمريكي ضمن صفقة سُميت "صفقة البترودلار" أبرمت في سبعينيات القرن المنصرم بين كلا من أمريكا والسعودية مضمونها ربط النفط بالدولار مقابل رعاية أمريكا لأمن المملكة.
أختلت هذه المعادلة عندما عندما تعرضت مصافي المملكة لقصف حوثي ومليشيات أخرى تتبع إيران، فبدلاً من أن تسارع أمريكا لتقديم الحماية للمصالح السعودية قررت سحب بطاريات الباتريوت من السعودية، وفي ذلك مخالفة لصفقة البترودولار أزعج السعودية وجعلها تعمل وفق مصالحها فقط وليس كما جرت العادة وفق مصالحها ومصالح حلفاءها "أمريكا".
بالتأكيد أمريكا دولة عظمى ولديها الكثير من أوراق الضغط ضد السعودية وغيرها من دول أوبك، لكن الورقة التي بحوزة السعودية هي الأقوى في ظل تباطئ الاقتصاد الأمريكي وزيادة معدلات التضخم لمستويات قياسية، وكذا بدأ بعض الدول إتمام صفقاتها التجارية مع الصين العدو اللدود لأمريكا بالعملات المحلية بدلا من الدولار، وهذا أمر لا تحتمله أمريكا ولا دولارها، وتخشى أن تحذو السعودية حذو تلك الدول بعد أن باتت عضو حوار في منظمة شنغهاي، لذلك تجد أمريكا نفسها مجبرة على تحمل المزيد من الصفعات السعودية ليس أولها استقبال أمير منطقة جدة لبايدن في المطار ورفض بن سلمان طلبه "رفع سقف إنتاج النفط" وهو الذي كان قد توعد بجعل السعودية بلد منبوذ، وكذلك ليس آخرها اعتماد سفير أمريكا لدى السعودية من قبل مسؤول المراسيم بالخارجية السعودية بدلا من الملك كن جرت العادة.
قد لا نكون مخطئين إن قلنا إن أمريكا ليست مجبرة ليس على تحمل الصفعات فقط، بل أيضاً على تقديم تنازلات حقيقية وعميقة تجاه السعودية القوة الصاعدة بسرعة الصاروخ نحو العظمة نتيجة جريان الرياح بحسب ما يخدم شراعها.