آخر تحديث للموقع : الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 12:03 ص
الجنوب حسم أمره
الإثنين - 19 سبتمبر 2022 - الساعة 06:42 م
العنوان ليس مجرد يافطة للفت النظر بل واقع يترسخ كل يوم في الجنوب والشمال، حيث إن الانتقالي في الجنوب يقود الوضع نحو تحقيق ما شُكل المجلس الانتقالي لأجله يوم 4 مايو 2017 "المضي قُدماً نحو الإستقلال عبر طريق آمن .
والقول إن قبضة الحوثي لا تزداد كل يوم على الشمال هو قول مجافي للصواب، وكذلك من واهم من يعتقد إن المملكة السعودية ستقبل بسلطة مُطلقة للحوثي على حدودها الجنوبية .
الوضع الحالي هو نتاج 8 سنوات من الحرب وقبل سنوات من النظال السلمي للجنوبيين الذين باتوا اليوم يحصدون ثمار نضالهم وصدق ووفاء قيادتهم، بينما الشماليون كل يوم يزداد إنقسامهم السياسي والطبقي والمذهبي بين منتفع من سلطة الحوثي وبين حاضع لها نتيجة ضغط قبلي أو اُسري أو لوجود مصالح خاصة تخص ذلك الطرف أو ذاك في نطاق سيطرة الحوثي، وبين طرف ترك ذلك التعقيد الشمالي كله ونصب نفسه مدافعاً من بلا اللجوء على عناصر الارهاب والتخريب في الجنوب.
بكل تأكيد نحن كجنوبيون ندرك جيدا إن الشمال المستقر والمسالم ليس مكسب لشعبه فحسب، بل هو ركيزة أساسية لأمن وأستقرار الجنوب، وطلما ظل الشمال بهذه الصيغة المفككة فتحقيق ما نطمح اليه جنوباً لا أقول مستحيل تحقيقه بل تشوبه الكثير من المصاعب.
بما إم الجنوب قد قطع شوطاً كبيرة نحو إستقلاله ولا مجال لإيقافه، كما إنه لا مجال لأسقاط الحوثي في ظل عدم جدية معارضية الشماليين وتشرذمهم واختلاف مشاريعهم، أرى إن البحث عن صيغة تدخل معارضي الحوثي بشراكة معه أسهل من محاولة جعلهم يدخلون صنعاء دخول الفاتحين .
وبرأيي قد يكون الحل اللبناني هو الأقرب وربما من قبيل المصادفة إن الاطراف الخارجية المؤثرة على الوضع الداخلي اللبناني هي نفسها الأطراف المؤثرة على الوضع في الشمال مع وجود بعض الفواق الطفيفة وضرورة تحاشي بعض سلبيات الصيغة اللبنانية .
خلاصة القول الجنوب حسم أمرة والحوثي لن يسقط عسكريا وكذلك لن يتم القبول بتفرده شمالا، وعملية إسقاط صيغة الثلث المعطل اللبنانية على الوضع لي الشمال هو اقرب الحلول الواقعية لحفظ الشمال من المجهول وكذلك ضمان مصالح القوى الأقليمة في الشمال بدلا من إستمرار صراعها عليه وفيه..