آخر تحديث للموقع : الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 12:03 ص
تأثيرات فشل الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي واحتمالية خفض نفوذها في المنطقة
الإثنين - 15 أبريل 2024 - الساعة 06:40 م
برأيي إن قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية بدمشق كان فخ غربي بإمتياز، وما حالة الإستعداد التي ابدتها أمريكا وفرنسا وبريطانيا للدفاع عن اسرائيل إلا لحمل إيران على إستخدام أقصى ما لديها من قوة في عملية ردها المحدود، وهي بذلك تكون قد غامرت بكشف عورتها خصوصاً ان الرد لم يكن موفق الى حد كبير بحسب تأكيد كثير من المراقبين، وبالتالي فإن المعادلة الأمنية والعسكرية قد تغيرت، وبات برنامجها النووي في خطر محدق، وقد يتم قصفه بأي لحظة من قبل إسرائيل سوى بتنسيق مسبق مع الغرب وهو المرجح، أو بدون تنسيق مسبق كما حدث عند قصفها لمفاعل تموز العراقي.
وبخصوص المثل القائل: " الهنجمة نصف القتال"
برأيي أيضا إن الخشية من القوة الإيرانية ستتقلص الى النصف عند خصومها، وذلك بعد إن أفقدها ردها الفاشل على إسرائيل صدقية تهديداتها التي ظلت تستعرضها طوال 45 سنة أمام الداخل والخارج .
وتجلي ذلك الفشل قد يدفع بعض الأفراد وربما الجماعات والأحزاب الموالية لها في المنطقة، لمراجعة حقيقة النموذج الإيراني في عدة أوجه بدلاً من الإنقياد الأعمى خلف تصريحات قادة إيران الذين أوهموهم بقدرة الجمهورية الاسلامية الإيرانية على محو الكيان الإسرائيلي في ظرف دقائق معدودها، وقدرتها على حماية المصالح الاسلامية .
يمكننا القول إن إيران فقدت مصداقيتها كقوة عسكرية مؤثرة، ما قد يضعف موقفها في المفاوضات بشأن الكثير من الملفات التي تهم المنطقة والعالم، مع إمكانية تعرض مشاريعها الإستراتيجية في كلاً من العراق ولبنان وسوريا وربما اليمن للخطر بسبب الضغوطات الإقليمية والدولية بعد إنكشاف عورتها، كما إن موقف منافسيها الإقليميين لا سيما السعودية وإسرائيل سيتعزز في مواجهة تأثيرها ، مع فقدان الثقة بين إيران وحلفائها في مواجهة التحديات الجديدة وهذا قد يضعضع التنسيق والتعاون الأمني والعسكري بينهم، وقد يؤدي بالمحصلة الى تقليل الدعم المادي واللوجستي الذي تقدمه إيران لحلفائها في المنطقة وبكذا يكون النظام الإيراني قد فقد جزء مهم من تأثيره خصوصاً تجاه الحلفاء المترددين تجاه التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية، مع إمكانية تحول بعض حلفائها الى مواقف أقل تحيزاً لصالحها، وقد نشهد ظهور تحالفات جديدة بين بعض "حلفائها" وخصومها التقليديين في المنطقة.
أخيراً، يمكن القول بأن فشل الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي قد أحدث تغيرات مهمة في المعادلات الإقليمية والتحديات الاستراتيجية التي تواجه إيران في الفترة المقبلة. فقد أضعف مصداقيتها العسكرية وأعاد ترتيب أوراق القوى مع خصومها، وستكون قدرة إيران على التكيف مع هذه المستجدات واستعادة توازنها الإستراتيجي محل اختبار في الفترة المقبلة.