آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 06:58 م
التقارب الجنوبي الشمالي: فرصة للتوافق أم تكرار للأخطاء؟
الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 - الساعة 08:55 م
التقارب بين القوى السياسية الجنوبية ونظيرتها في الشمال، خصوصاً تلك المعارضة للحوثي، أصبح ضرورة ملحة. اللقاءات الأخيرة بين المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية تعد خطوة إيجابية إذا أخلصت النوايا، لا سيما من قبل القوى السياسية اليمنية التي لطالما نظرت لأي تكتل جنوبي على أنه انفصالي ويجب منعه من ممارسة أي دور سياسي أو مجتمعي منذ العام 1994.
الجنوبيون، منذ حرب صيف 1994، فقدوا الثقة في كل الأحزاب السياسية اليمنية. فقد قادت قوى المؤتمر والإصلاح تلك الحرب على الجنوب، واجتاحوه بالقوة، ثم همشوا كوادره وحولوه إلى غنيمة حرب لشيوخهم وزعمائهم. وفي 2015، تكرر المشهد من قبل الحوثي، الذي اجتاح الجنوب بقوة السلاح، ليتم طرده أيضاً بقوة السلاح.
ساهمت هذه القوى في تحويل الجنوب إلى ساحة للإرهاب بعد أن كان يتمتع بالأمن والأمان قبل الوحدة. ونتيجة لذلك، خسر الجنوب كثيرًا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وضاعت أجيال كاملة بسبب تعامل قوى الشمال مع الجنوب كأرض محتلة.
اليوم، الجنوبيون أكثر حذراً من أي تقارب، وستظهر أصوات ترفض أي تحالف أو حوار مع الشمال، وهذا حقهم الطبيعي نتيجة تجاربهم المريرة. لكن الواقع يقول إنه لا بد من السمو فوق الجراح من أجل المستقبل، ولإنهاء الحروب والصراعات المستمرة التي استنزفت الجميع.
لذلك، اليوم الكرة في ملعب القوى السياسية اليمنية لإظهار حسن النوايا تجاه الجنوب وتغيير طريقة التفكير في التعامل معه، بعيدًا عن النظرة الاستعلائية والإقصائية. يجب أن يكون هناك إيمان بأن مصير الوحدة شأن جنوبي بحت، ومن حق أهل الجنوب أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، بعيدًا عن أي تأثيرات أو ضغوط. خاصةً أن الحرب الأخيرة قد رسمت ملامح المستقبل وصاغته بطريقة لا يمكن العبث فيها.