آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 15 أبريل 2025 - 01:09 ص

مقالات


تأثير القرار السياسي في الصراعات

الأحد - 13 أبريل 2025 - الساعة 09:34 م

فتاح المحرمي
الكاتب: فتاح المحرمي - ارشيف الكاتب



القرار السياسي الذي يعرف بأنه القرار الصادر عن الدول وقادتها وسلطاتها، يلعب دوراً محورياً في صناعة التحولات والمتغيرات على مستوى الداخل وكذا في العلاقات الخارجية، وبقدر قوة ونفوذ الدولة يكون تأثير قرارها السياسي، وهذا القرار يتم اتخاذه بناء على المعلومات الدقيقة والسليمة التي ترصدها مراكز المعلومات وتضعها أمام دوائر صناعة القرار.
اتصالاً بما سبق فإن القرار السياسي ليس بالضرورة تمتلكه قوة معينة دون غيرها، ولكن هذه القوة تمتلك عنصر الحسم فيه، فغالباً ما يكون عنصر الحسم بيد القوة العالمية الكبرى الاكثر تأثيراً ونفوذا، ويتحرك هذا التأثير للقرار السياسي وفق المصالح التي تتوزع على / وحسب قوة كل دولة مؤثرة في الصراع وبالتدرج (القوى الكبرى - نصيب الأسد -، ومن ثم القوى الإقليمية، واخيرا القوى المحلية).
المرحلة الراهنة من عالمنا تشهد صراعات إقليمية ان لم نقل دولية، وكما يلاحظ أن أمريكا هي من تمتلك عنصر الحسم في هذا الصراعات، ويتضح ذلك من خلال جهود الحل في أوكرانيا التي يبدوا أنها تسير نحو التوافق بعد التقارب الروسي الأمريكي، كما وأنها تعتبر الداعم الاولى لإسرائيل في المنطقة، الذي عاد للتصعيد وافشل الهدنة.
كما يمكن ملاحظة تأثير القرار السياسي، في إحداث سوريا التي حسمت مؤخراً رغم أنها تمتد إلى العام 2011م، وكذلك الحال في مصير حزب الله اللبناني، والذي حارب إسرائيل لعقود وحين أتى تأثير القرار السياسي تم تحييده وضربه، وطبعاً هذا القرار أو ذاك يتم بتوافق على المصالح وتسوية مع القوى الداعمة التي تجد أن حصولها على مصالح لا يضر معه التخلي عن حليف، وهو ما حصل لحزب الله من إيران. ولا يستبعد أن يحدث ذلك مع الحوثيين أو غيرهم اذا تدخل القرار السياسي في الصراع.
وفي الوقت الذي يلعب القرار السياسي دورًا محورياً في حسم وتشكيل نتائج الصراعات، فإن فهم تأثير القرار السياسي يمكن أن يساعد مراكز صنع القرار في الدول على تفسير الأحداث الجارية والتنبؤ بنتائجها مستقبلاً، وبالتالي يخطط ويضع البدائل المطلوبة للتعاطي مع تلك الأحداث.