آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 11 فبراير 2025 - 09:03 م

مقالات


عن أي وطن نبحث، والشباب فيه لا يفكرون إلا في مغادرته؟

الإثنين - 03 فبراير 2025 - الساعة 02:04 م

ياسر اليافعي
الكاتب: ياسر اليافعي - ارشيف الكاتب




كنا في نقاش على مجموعة العائلة في واتساب، أنا وإخوتي وعدد من أقاربي، ولم يكن حديث الشباب سوى عن كيفية الخروج من البلاد بأي وسيلة. البعض يتحدث عن الهجرة إلى دول الخليج، وآخرون يحلمون بأوروبا، وكأن البقاء هنا لم يعد خيارًا. وبينما كنا نتحدث، ذكروا لي أسماء أشخاص أعرفهم جيدًا، فلان وفلان وفلان، جميعهم غادروا بالفعل، هربًا من واقع أصبح خانقًا، مميتًا، قاتلًا للأمل والطموح.

الدول الناجحة تستثمر في شبابها، لأنهم عماد المستقبل وقادة الغد، أما في بلادنا، فيُدفع الشباب نحو الهجرة أو يُستنزفون في الجبهات، أو يُقتلون بالفقر والقات والحرمان.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه: ماذا عن الغد؟ كيف سيكون حال البلاد عندما تُحكم بأيدي الجهلة وقادة الجبهات العسكرية الذين لا يعرفون سوى لغة السلاح؟ عندما يتحكم الفاسدون الذين ورثوا الفساد والمال الحرام لأولادهم في مصير الوطن؟

بكل بساطة، لا يمكن بناء دولة في ظل تهجير العقول وتجاهل الشباب، وعدم الاهتمام بتعليمهم وتنمية مهاراتهم، خاصة في زمن الذكاء الاصطناعي وثورة تكنولوجيا المعلومات. فمستقبل الأوطان لا يُصنع على أيدي الجهلة والفاسدين، بل بعقول الشباب الطموح، وحين يُهجّر هؤلاء، فلا تنتظروا إلا الظلام!