آخر تحديث للموقع : الجمعة - 21 فبراير 2025 - 08:12 م
في القصاص حياة، وفي العفو حياة لكل الناس.
الخميس - 20 فبراير 2025 - الساعة 01:39 ص
لأن من أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا، كان طريق العفو صعبًا وشاقًا، لا يسلكه إلا القليل؛ فليس من السهل أن يتخذ الإنسان قرار العفو وقلبه يعتصر ألمًا لفقد فلذة كبده، كما أنه ليس من السهل أن تتخذ الجماعة قرارًا بالقصاص وهي في حالة من الاتزان، فالقتل غالبًا ما يكون نتيجة لحظة يختل فيها ميزان العدل بفعل الغضب.
لهذا، تجدنا نسارع إلى إنقاذ أي مصاب، حتى لو كان على حافة الهلاك، لأننا بطبيعتنا نكره القتل وكل ما يهدد الحياة... نحن نحب الحياة للجميع؛ ولهذا رافقنا الوفود القبلية لطلب العفو من الشاعر محمد دينيش البكري، لمن أفقده غضبه صديقًا!
لم يكن ذلك لأجل شخص بعينه، فلا معرفة لنا بالجاني، والعفو لا ينبغي أن يُربط بالمعرفة، كما أن صاحب الحق في القصاص لا يُلام إن طالب بحقه وفقًا للشريعة والقوانين.
ولا يُطلب العفو إلا من صاحب الحق، ونحن إذ نطلبه، لا ننكر حقه في القصاص، بل ندرك أن رقبة الجاني أصبحت من حقوقه، ولهذا جئنا نطلبها حياةً لكل البشر. ومن يدري؟ ربما يكون العفو نهاية عظيمة لهذا الجهد، وإن لم يكن، فحسبنا أجر من سعى لإحياء الناس جميعًا، فمن شاء فليختر حياة واحدة أو حياة لكل البشر.