آخر تحديث للموقع : الأحد - 27 أبريل 2025 - 11:18 ص

مقالات


الكهرباء - والكابوس المتجدد

السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 05:55 م

زيد ابن يافع
الكاتب: زيد ابن يافع - ارشيف الكاتب




كلما أدخل هذا الفضاء الأزرق , (فيسبوك ) لا أرى إلا النداء تلو النداء , والسؤال يَتعالى: لِمَ لا تكتبون عن الكهرباء؟
وكأنّ القلوب لم تُدرك أننا كتبنا حتى بُحَّت أقلامنا , ونادينا حتى جفَّت حناجرنا , وشكونا حتى كادت الشكوى تصطدم بالصخر فلا تترك فيه أثراً ولا تثير له سمعاً ..
أيها السائلون ! لقد بلغنا من الألم ما يبلغه الموجوع حين يستغيث بالحجر الأصمّ في صحراء مقفرة , فلا يجد إلا صدى أنينه يعود عليه , يزيده وحدة وغربة ..

معاناتنا مع الكهرباء ليست وليدة هذا اليوم ولا بالأمس القريب , هي داء قديم , يتجدد مع كل شمس تشتد حرارتها في مطالع الصيف ..
ها نحن نكابد من جديد انقطاعاً بلغ ست عشرة ساعة , بل تُنذر الأخبار أن الساعات القادمة قد تكون عتمة كاملة , لا ضوء فيها ولا رحمة ..
لقد كتبنا بكل ما أوتينا من حروف العذاب , ونحتنا من قواميس المعاناة ما يعجز القلم عن وصفه .. ولكن لمن نكتب ؟ ولمن نناشد ؟
إنّ الكلمات وحدها , مهما بلغت حرارتها , لا تضيء ظلاماً ولا تحرك ساكناً إذا كانت الآذان صماء , والقلوب غلفاء ..

فهل بقي بعد هذا إلا الصمت ؟ أم نبقى نكتب على جدار الألم , لعلّ ذات يوم يصحو الحجر ويجيب ؟