أذا ذكرت الضالع لا يتبادر إلى ذهنك إلا، لوحة من الصمود رسُمت بالوفاء و خُتمت بدماء الشهداء اللواء (32) مشاة انموذجًا، يُجسّد مثالاً حيًا للإرث العسكري المتأصل في تاريخ النضال الوطني، وواحدًا من أبرز رموز التضحية والإخلاص التي وضعت بصماتها على صفحات الكرامة العسكرية. لم يكن هذا اللواء مجرد تشكيل عسكري عابر، بل مدرسة للفداء والتضحية، حيث نسج أبطاله فصوله التاريخية بدماء شهدائه الطاهرة، التي روت تراب الوطن ورصّعت تاريخه ببطولات لا تُنسى.
تحت قيادة العميد صامد محمد علي العُمري، ارتقى اللواء إلى أعلى مستويات الاحترافية، مُرسّخًا القيم العسكرية الأصيلة في صفوفه. العميد العُمري، بفضل رؤيته القيادية الفريدة، استطاع أن يدمج بين الحكمة والشجاعة العسكرية، حيث جمع بين أفراد اللواء بروح الولاء والانضباط العالي، وجعل اللواء نموذجًا يُحتذى به في القيادة العسكرية. هذه القيادة المثالية، القائمة على التواضع وحسن الإدارة، أعطت للواء طابعًا مميزًا لا يُضاهى، حيث تحول إلى مؤسسة متكاملة تُلهم الأجيال وتُثبت أن التضحية ليست مجرد شعار، بل ممارسة تُمثّل روح الفريق.
اللواء (32) مشاة، وبدماء شهدائه الأبرار، قدّم قوافل من الأبطال الذين جعلوا من أسمائهم شعلة مضيئة في سجل النضال الفدائي. هؤلاء الشهداء لم يُضحوا بأرواحهم فحسب، بل قدّموا إرثًا خالدًا للأجيال القادمة، ليكون اللواء رمزًا للوفاء والفداء الذي يُعبر عن روح الوطن وكبريائه في مواجهة كل الصعاب. هذه الوحدة العسكرية تجاوزت مهمتها السامية في الدفاع عن الأرض لتصبح حصنًا للتماسك الاجتماعي، حيث لعبت دورًا محوريًا في تعزيز اللحمة الوطنية وتثبيت الأمن والاستقرار الداخلي، ما جعلها عمودًا من أعمدة الوطن.
التماسك الداخلي لأفراد اللواء يُبرز مدى عمق القيم التي تسكن بين جنوده، حيث يظهرون دائمًا بمظهر يُجسد الجاهزية والالتزام في جميع المواقف. هذه الوحدة، التي صمدت أمام أصعب المحن، أثبتت أنها قوة لا تُقهر، عاكسة إرادة الوطن الذي لا يعرف الهزيمة و الانكسار. التدريب الصارم والانضباط الاستثنائي أظهرا اللواء كقوة عسكرية فريدة، لا تُغيبها التحديات، بل تدفعها للمزيد من الإصرار والثبات.
رايات اللواء تُرفرف بشموخ، تعبيرًا عن المجد الذي أحرزه بفضل تضحيات أبطاله. هذا المجد هو رسالة لكل الأجيال بأن الإرث العسكري ليس مجرد صفحات في التاريخ، بل دماء وطموحات وجهود تُحاكي الكرامة و السيادة الوطنية. اللواء (32) مشاة سيظل رمزًا من رموز القوة والإخلاص، وصوتًا يُعبّر عن عظمة الوطن، شامخًا في وجه الرياح العاتية التي تحاول النيل من إرادته.