آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 11 فبراير 2025 - 10:50 م

مقالات


الدسمال والبديل

الجمعة - 24 مارس 2023 - الساعة 03:12 ص

 د علي صالح الخلاقي
الكاتب: د علي صالح الخلاقي - ارشيف الكاتب



الدسمال هو عمامة الرأس الشهيرة التي كانت تستورد من الهند بألوانها المزركشة وتصنع غالباً من الحرير، وكان الدسمال عمامة السلاطين في يافع من آل هرهرة وآل العفيفي حيث كان يتم لي الدسمال في مراسيم خاصة ودقيقة، ومن الدساميل صنف تلف به المرأة خصرها، والكلمة فارسية أصلها (دِستمال) وتعني منديل.
حين كنت في الهند ذكَّرني به صديقي أنيق الملبس أبو حسن الكلدي الحلسي الخلاقي الذي طلب مني دسمال حرير، فبحثت عنه بمساعدة الأصدقاء في مدينة بونا خلال شهر من مكوثي هناك لعلاج نجلي وائل، فلم نعثر عليه، وحين انتقلت إلى مدينة حيدر آباد، قلت لنفسي فُرجت فسأجد طلب صديقي فيها لكثرة الحضارم واليوافع هناك.. لكن ظني خاب فقد بحثت بمساعدة صديقي زيد الطفي ورامز الطفي في أشهر أسواق حيدر آباد وفي حيها القديم (بركاس) ولم أجد الصنف المطلوب وهو الدسمال المستطيل.. ولم أجد سوى معوز أقرب إليه بالألوان ويصلح عمامة للرأس، كتلك التي انتشرت كموضة حاليا بين الشباب والكبار في المناسبات في يافع، وكي لا أعود بخفي حنين اشتريت معوزين هما ما وجدناهما في سوق الفوط والمعوز ببركاس بجانب مسجد جامع بركاس، فاشتريتهما ولم أجد أكثر، وتم تقسيم كل معوز إلى عمامتين للرأس، أحدهما ظاهرة في الصورة على رأسي، وهو ما يعمله تجار الملابس في يافع كما علمت من أحدهم..وقلت في نفسي إذا فاتك الدسمال فعليك بالعمامة أو الكشيدة وهي صنف حديث من عمائم الرأس الرجالية العادية المنتشرة حديثاً، عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات ألوان مزركشة، وقد حلت محل الدسمال المستطيل الذي كان يتباهى به علية القوم في الماضي.
وبمناسبة الحديث عن الدسمال المصنوع من الحرير الذي كان يتغنى به الشعراء ، أورد بعض ما جاء في قصائد الشعراء، فهذا هو الشاعر صالح محسن القديمي، يقول مرحباً:

وأنته ترحب معي وا ساجي المقله
ترحيب من فوق محرمتي و(دسمالي)

رحّب معي وا تحيف القامه الدقله
يا نوب حلحال لك منطق عسل حالي

ومن قصيدة للشاعر عبدالقوي أحمد ثابت السعدي مرسلة للشاعر علي محمد بن شيخان يقول:

وسرّح ما معك واسرح بمَرفَع

ومَنْ ما جاك له ناموس مكسور

وسِهْ (دِسْمَال) لا تقبل مُبرقع

على ما قالوا أهل أبين ولحجور

ومن قصيدة للشاعر قاسم عوض المحبوش بعنوان "ما ذريته جنيته" يقول فيها:

بعد ذلحين يا قلبي تهمهم وفارس
هاجسي والحليله كنهم جَوْني اخماس
باهي الخد والقره كحيل النواعس
سالي البال لا به ضيق ردَّه تهنجاس
سى مظله على راسه و[دسمال] شاكس
ليس يعرف تعب شل الزَّلب والتفنقاس
شركسي مكتسي شوذر ودرعين لابس
أدْعَجْ أبْلَجْ مُتَوَّجْ مَسْمَسْ القلب مِسْمَاسْ

ونختتم بما قاله الشاعر شائف الخالدي:
ولَتْشَاجر الخصمين جا صاحب المَصَر
وجا صاحب (الدِّسمَال) والقاده والكبار

وجا الشيخ والعاقل ومن سعفهم حضر
وليله بليله للوسط خسر واختسار