آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 11 فبراير 2025 - 09:03 م
لماذا تُعتبر المقارنة بين عيدروس الزبيدي و أحمد الشرع مجحفة وغير دقيقة؟
الجمعة - 31 يناير 2025 - الساعة 08:40 م
لماذا تُعتبر المقارنة بين #عيدروس_الزُبيدي و #أحمد_الشرع مجحفة وغير دقيقة؟ ولماذا يفترض أن تكون المقارنة بين أحمد الشرع و #عبدالملك_الحوثي بدلاً من ذلك؟
في الواقع، يجب أن تُجرى المقارنة بين أحمد الشرع، الذي قاد #هيئة_تحرير_الشام التي نجحت في إسقاط النظام السوري وأقامت نظاماً جديداً للدولة السورية يحظى بقبول متزايد من المجتمع الدولي، وبين عبدالملك الحوثي، زعيم #جماعة_الحوثيين الذي استطاع السيطرة على مؤسسات الدولة اليمنية والعاصمة صنعاء، لكنه فشل في بسط نفوذ حركته على كامل الأراضي اليمنية أو الحصول على اعتراف دولي بشرعية إنقلابه على الدولة اليمنية.
أما مقارنة القائد عيدروس الزبيدي وئيس #المجلس_الانتقالي_الجنوبي بأي من الرجلين فهي غير منصفة وتعكس جهلاً عميقاً بطبيعة الصراع الذي يقوده الزبيدي. ف #القضية_الجنوبية التي يحملها الزبيدي تختلف تماماً عن تلك التي خاضها كل من أحمد الشرع وعبدالملك الحوثي. هذا الاختلاف الجوهري يستدعي أدوات ومقاربات مختلفة تناسب طبيعة الهدف.
بينما سعى الشرع والحوثي إلى تغيير الأنظمة الحاكمة في #سوريا و #اليمن، فإن الزبيدي يعمل على استعادة دولة من جذورها وليس مجرد تغيير نظام سياسي. فتغيير النظام لا يعني بالضرورة إلغاء حق الدولة في الوجود ضمن هيئات الأمم المتحدة أو التخلي عن مقعدها في الجمعية العامة وما يرتبط بذلك من حقوق سيادية، والتي يلتزم المجتمع الدولي باحترامها بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي القائم.
أما استعادة أو إنشاء دولة جديدة، فهو مشروع معقد يتطلب العمل على عدة مسارات "سياسي وعسكري ودبلوماسي" مع مراعاة دقيقة للتوازنات الداخلية والإقليمية والدولية. وإلا، فإن النتيجة ستكون إما الفشل الكامل وضياع الجهود المبذولة، أو إنشاء كيان غير معترف به دولياً يعيش في عزلة تامة، وهو ما لا يسعى إليه شعب الجنوب ويتجنب الانتقالي الجنوبي ورئيسه الزُبيدي الوقوع فيه تحت شعار "المضي في طريق آمن".
إن ما يقلق المجتمع الدولي بشأن قيام أنظمة جديدة هو مدى التزام هذه الأنظمة بالاتفاقيات الدولية التي وقعتها الدولة بقيادة نظامها السابق أياً كان مصيره أو مصير قادته، واحترام حقوق الأقليات، وضمان وحدة البلاد لتفادي نشوء صراعات داخلية قد تؤثر على استقرار الدول المجاورة وتؤدي إلى فوضى الاقتتال والنزوح واللجوء. وعندما يظهر النظام الجديد التزاماً بتخفيف هذه المخاوف، يبدأ المجتمع الدولي في بناء علاقات ومصالح معه، وليس مجرد الاعتراف بالدولة، لأن الدولة أساساً قائمة.
إذن، هل يمكن الحديث عن وجود دولة جنوبية قائمة ومعترف بها حتى تكون المقارنة بين الزبيدي وأحمد الشرع منطقية ومنصفة؟