آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 11 فبراير 2025 - 10:50 م

مقالات


خاطرة (في حُبّ حضرموت)

الأحد - 25 ديسمبر 2022 - الساعة 06:13 م

 د علي صالح الخلاقي
الكاتب: د علي صالح الخلاقي - ارشيف الكاتب



حضرموت ملمهة ومحفزة على الإبداع، وقد وجدت نفسي ذات مساء مكلاوي منعش مدفوعاً بقوّة روحيّة في حضرة الإبداع وحاولت بقدر ما أسعفتني به قريحتي أن أُعبِّر عن مدى شغفي وهيامي بحضرموت الأصالة والتاريخ، من خلال أبيات متواضعة ارتجلتها عفوياً، حلّقت بها في سماء حضرموت وجغرافيتها وغصت عميقاً في ماضيها الحضاري، وقد سنحت لي الفرصة إلقائها في مساء الأربعاء 21ديسمبر 2016م في الجلسة الختامية للمؤتمر العلمي الأول الذي نظمه مركز حضرموت للدراسات والتوثيق والنشر تحت عنوان (التاريخ والمؤرخون الحضارمة من القرن السادس وحتى القرن التاسع الهجريين)، وهذه هي أبياتها التي ترسم خارطة حُبّ لحضرموت في نياط القلب ومهجة الروح:

"المُكلا" و"سيئون"

حُبّ في القلب مَسْكُون

و"تَريم" الجميلة

عشقها سِرّ مَكنُون

و"شبام" الطويلة

وسط عيني وفي النُّون

"دوعن" الشهد فيها

ما مثيله في الكون

قلبي في "القَطْن" قاطن

فيها إخوة وأهْلُون

أمَّا في "الشّحر" روحي

هائمه فوق "سَمْعُون"

وان تعمّدت في "عَمْد"

با تقيَّد بـ"قِيْدُون"

في "دَمُون" العراقة

والحضارة بـ"ريبُون"

حضرموت أنت ليلى

وأنا فيكِ مجنون

لا أدّعي أنني قد أجدت التعبير كما يجب عن مدى إعجابي وحبي لحضرموت ، وأعترف أن الكلمات قد خذلتني واستعصت أمام اندفاع وجموح مشاعر حُبي الغامرة والمتدفّقة ولم تتَّسق مع هذه المشاعر الجياشة..ومع ذلك فحين ارتقيت المنصة نَبَرتُ بصوتي ملقيا على أسماع الحاضرين هذه الأبيات فوجدت صدى طيبا وقبولاً حسناً من لدِن الحضور، وربما عوّض الإلقاء ما لم أتقنه في سبك الكلمات، خاصة حينما استحضرت في نهايتها صوت الفنان عبدالحليم حافظ وهو يردد كلمة مجنون في أغنيته "مجنون يا ولدي ..مجنون ..مجنون" فاختتمت خاطرتي بذات الأسلوب قائلاً "حضرموت أنت ليليى.. وأنا فيك مجنون..مجنون..مجنون" وساد القاعة عاصفة من التصفيق الحار،
بل وصل الأمر أن تلقيت عبر مجموعة الواتس (التاريخ والمؤرخون الحضارمة) تحية حميمة تقطر إبداعاً للاستاذ ماجد باعباد بعنوان "تحية لمجنون حضرموت" أخجلت تواضعي يقول فيها:
"حينما ينحدر الجنون من قمم يافع ويتنفس رذاذ بحر عدن وبخورها ويتعطر أريج حضرموت وتاريخها..
وحينما تتجلى المكلا ذات أصيل بسحرها الآسر وفتنتها المحتشمة لا غرو أن يغزوك الجنون ويُكبِّل جوانح فؤادك بسلاسل من إحساس وعشق وشعور!
ولا تثريب عليك حينما صدحت مترنماً بروحك الجميلة وصوتك الرَّخيم:
مجنون..مجنون..مجنون
خالص محبتي لك دكتور علي صالح الخلاقي ولكل من باركك الجنون"
ومن جهتي لا أملك إلا أن أُزجي لماجد باعباد جزيل الشكر متقبلاً بكل أريحية وصفه لي بـ"مجنون حضرموت"..ولم أكن إلا صادقا صدوقا حينما قلت وأنا القي خاطرتي تلك:" إننا سنغادر المكلا ونترك شيئا من أرواحنا وقلوبنا تحلق في سماء حضرموت التي تشدنا إليها روابط روحية وتاريخية لها عمقها الضارب في أعماق التاريخ وتتجدد اليوم بصورة أكثر".
وختاما.. إن كنت مجنوناً بحب حضرموت فحبذا من جنون..وأقرّ واعترف:
إنَّني بحُبِّها هائمٌ ومَفتون ٌومجنونٌ...مجنونٌ..مجنون..
ولسان حالي يردد قول الشاعر:
يقولون مجنونٌ يهيمُ بحبِّها
وواللهِ ما بي من جنونٍ ولا سِحْر