آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 06:58 م

مقالات


ما بين تحجّبتْ وتبرّحتْ...

الأحد - 30 أبريل 2023 - الساعة 09:22 ص

صقر الهدياني
الكاتب: صقر الهدياني - ارشيف الكاتب




يُولد المرء حرًا، بقراراته، بممارسة حياته الشخصية، يلبس أو يتعرى، يتثقف أو يتغابى، يفعل أو لا يفعل، حتى تستعبده آراء بني البشر، إمّا أن يُعلّق الناس بقوة شخصيته بين الحب أو اللا حب، أو يُعلقونه الناس بين الحقيقة أو اللا حقيقة..!!

اعتزلتْ سماح العمراني التمثيل، وحذفتْ كُل صورها، وأعلنتْ ارتداءها للحجاب، تابتْ عن التبرّج كما قالتْ، ووصفتْ الدراما اليمنية بالمستنقع، فوهجمتْ وطُعِنتْ في عرضها وشرفها، قالوا ظلّتْ لأعوام متبرّجة تُسمِع العالم صوتها الفاتن، وتفتن أعين الذكور بمحاسنها، وتحصد الجماهير نحو الشهرة، وما فِعلتها هذه إلّا تصنُّعًا للمثالية ومزيدٍ من الشُهرة.!!
كرأي شخصي، أُؤيد خطوتها هذه، لا علاقة لي بماضيها، هي مارستْ حياتها الشخصية ولم تؤذِ أحد، اعتزالها التمثيل خطوة شخصية، لا علاقة لنا بها، أستغرب من البعض الذين يُديّنون أمور كهذه، أخرجوها من جهنم وأدخلوها الجنة بسبب حجاب.!!

هديل مانع هي الأخرى أظهرتْ من خصلات شعرها، فقذفوها، وطعنوا في عرضها، وشرفها، نفسهم الذي هاجموا سماح لمَ تحجّبتْ، هاجموا هديل لمَ تبرّجت وكشفتْ بعضًا من شعرها وزينتها.!!
هديل لم توذِ أحد، كشفتْ من شعرها هي، لم تكشف عن كل النساء، إن كانت سبّبتْ ضررًا فلنفسها، ما دخلنا في حياتها الشخصية، دعوا الناس لربهم، لسنا موكّلين على بعض، (قد عَلِمَ كُل أناسٍ مشربهم).

اهتم بنفسك، الزم محارمك فقط، لا عليك من نساء الناس، كل امرأة من عائلتها، كل امرأة لها محارمها، لا تطعن، ولا تندفع بحمية، لا تستغل أي شيء، حاول الابتعاد عن أعراض الناس مهما بدتْ لك سيئة، إن كان ثمّة نقد لديك فانتقد بطريقة مُهذبة، بلغة هادئة، لا كأنّك المولى وكل الخليقة عبادك.

عجبًا للبشر، تحجّبتْ فشتموها، وتبرّجتْ فشتموها.!!
كُل إنسان مُعرّض للنقد والشتم والمدح والثناء، الإنسان منذور للصراع، شاكرًا ومُدافعًا، لن يستطيع أحد خلخلة أحد إلّا إذا كان يفوقه وعيًا وعلمًا، التأثٌُر بالفقّاعات المؤقتة العابرة يدل على أنّك أخف منها وزنًا.

أصبحنا ننظر للمرأة على أنّها عورة، عندما تُخطئ نُهاجمها، لاعتبارنا أنّها عورة ومُخزية، لا أنّها شرف وكرامة.!!
بحاجة إلى إعادة النظر في أنفسنا، أذينا المحجبة، وأذينا المتبرجة، وفي الحقيقة لا علاقة لنا بهما.

لا أنتقد ولا أدافع عنهما، فلستُ بالقديس؛ ولا المثالي؛ ولا الواعظ،
من تعرّت فلنفسها، ومن تحجّبتْ فلنفسها، والله الحاكم في خلقه.
كلّما عليّ فعله هو حماية عرضي ومحارمي، وكفّ الأذى عن أعراض الناس مهما بدتْ لي سوءاتهم.