آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 06:58 م

مقالات


طوق النجاة

الثلاثاء - 24 أكتوبر 2023 - الساعة 04:38 م

حسين أحمد الكلدي
الكاتب: حسين أحمد الكلدي - ارشيف الكاتب




عندما عاد بي ذهني وتفكيري الى تجاربي مابين عامي 2006 - 2008 بداء لي ذلك الوقت اني بين مفترق طرق ومنحدر خطر وكنت غير جاهز لخوض المغامرة في تجنب الخسائر المفاجئه المتتالية وذلك لوجود انهيارت في كل الجوانب الداخلية والخارجية للشركة جراء فقدان80% من راسمال الشركة في الصين عندما تخليت عن المصنع وتعثرنا في تحصيل ديون العملاء في السوق المحلية جراء ترك الموظفين للعمل فجاءة مما ادى الى ارباك العمل والعملاء في ان واحد وزاد الطين بله عندما تم نشر شائعات في السوق بين العملاء عن افلاس الشركة وكانت هي المعضلة الحقيقة والعويصة التي دفعتني الى الخوف من التعرض للخطاء في تلك الظروف وبتلك المرحلة بالاضافة الى فقدان قيمة المخزون بمستودعاتنا 80% وذلك لعدم وجود تحديث مستمر للبضائع عندما كنت على وشك قيامي بفكرة التغيير الى كيان جديد بشكل كلي وإقامة استراتيجية ديناميكية تساعدني في تخطي الالم اللذي اشعر به فكانت الخطوة الأولى هي التعرف على المشكلات وكيفية التعامل معها ومعالجتها كلا بشكل منفصل. وظهرة لي مشكلة اخرى في نفس الوقت هي تذمر الشريك وعدم استعداده للاستمرار في ضل الخسائر المستمرة ووجدت ان الخطوة الثانية هي تصفية الشركة والتعامل مع كل موقف بشكل منفصل ومن خلال استنباطي للكيفية التي يتم بها اتخاذ القرارات الصحيحة حتى اذا كانت هناك خلافات كبيرة حول التصفية مهما عظمة يجب تجاوزها دون استياء وكنت استند لمبادئ العمل الخاصة بي وكيفية التناغم معها لاتخاذ القرار لدي مهم وضروري والحقيقة المطلقة للتغلب هي الوصول لنتائج شفافة وفريدة ومواجهة المشكلة وان يكون الصدق شيئا اساسيا من خلال تعاملنا مع بعضنا والتريث في اتخاذ الخيار الافضل اللذي يظهر لي اثره فيما بعد . وكان لنا أصدقاء واخوان كرام اوفياء عملوا معنا بصدق و من خلالهم تمت التصفية والشركة على حافة الافلاس وكانت مسئولياتي بعد ذلك مجرد مغامرة عظيمة وشعرت باني بحالة جيدة في استعادة هدوئي وعرفت ان معرفة نقاط ضعف المرء لنفسه شيء جيد يلهمه للتغيير في وقت ما . وتعلمت ان افضل طريق للنجاح هي الحصول على اي فرصة جيدة والتمسك بها مهما كانت صغيرة . وعندما انهمكت في رسم خطةعمل جديدة فاجأتني الانهيارات المالية التي حدثت في2008م و التي تكبد بها الاقتصاد العالمي اكبر الخسائر ولم اتخيل قط انني سأكون هكذا حتى فقدت سيارتي ولم تعد لدي وسيلة مواصلات وتضائلت الفرص امامي لاسيما في ضل الهبوط وبداء لي كانه حالة اخرى من تلك التي تمثل مفترق طريق اخر وكنت مضطرا لإعادة لملمة روحي وافكاري واكتشاف الضوء الذي يبدو اخر النفق وتذكرت ان من تحت الانقاض توجد فرص للنجاة وقوله (تعالى):
((لا تَحْسَبُوهُ شَراً لَّكُم)) وتذكرة قصة الامام انس بن مالك ( لعل الخير يكمن في الشر) ووجدت كل هذا حاضرا معي اثناء التطبيق ومن الاهم كان التركيز على تجاوز الازمة باقل قدر ممكن من الخسارة وحينها وجدت من بين ركام البضائع التي سقطت قيمتها طوق النجاة والنجاح معا وتذكرت ان الصعوبات دائما ماتكون فرصة لتحقيق مكاسب لم يكن تحقيقها في الظروف العادية والتضحية في بعض الظروف امر اجباري وكان الثبات وحفظ التوازن في وجه العاصفة بالنسبة لي هو انتصار في حد ذاته وكانت قرائتي في السابق لكتاب الهمني بان وقت الكساد هو انسب وقت لجني الارباح وفي هذه الحالة كانت الانطلاقة للعمل الجديد عندما هبطت اسعار الخام 50% وكان التغيير لابد منه يحتاج للمغامرة التي لارجعة عنها وبداءت في تنفيذ الخطة التكتيكية في تغيير انظمة وقوانين الشركة التي عانت احلك الظروف الصعبه بسوء الادارة والاتكالية والثقة الغير متجانسه مع طبيعة الاعمال ثم تخلصت من المخزون القديم بمقايضة المهم بالاهم بخطة اضافية كانت وليدة اللحظة والحصول على السيولة النقدية منحت لي المساحة الكافية للمناورة وتغيير الاتجاه ولهذا بداءت تختفي المشكلات بالتدريج عندما تم اصدار افضل قرارات منطقية في التعامل مع الموظفين بمسؤولية المد والجزر والتاهيل لطاقم جديد جعل قدرتهم على القيام بوظائفهم بشكل مختلف وكفاءة عالية ومسؤولية لم اتوقعها وبعدما بداء الخروج بشكل مبتكر عند معالجة المشكلات حافظت على الروية التكتيكية التي اقتضتها الظروف وبداءت النتائج تظهر عندما تم تطبيق طريقة العمل الجديد بشكل تام وبهذا انطلقنا بهدوء الى وجهتنا الحالية التي وفقنا الله اليها الحمد لله .
اتمنى ان تنال استحسانكم ورضاكم