آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 07:37 م
أرض العظمة
الأربعاء - 12 يونيو 2024 - الساعة 05:50 م
عند الوصول لتلك الديار البعيدة القريبة من القلب كان الشعور مختلف وكانت اللحظة مختلفة لها صور حفظتها الذاكرة في اعماق الفواد اتتني مهرولة من زمن جميل منذ ان وطاءة قدماي مطار كوانشو اول مرة عام 1998 م عندما اتيتها بعمر الشباب والقوة والطموح ارنو للمستقبل الغير محدود وهكذا هي الايام والسنين تمضي بنا وتسحب بساط العمر منا دون ان نشعر في زحمة الحياة واليوم اتيتها بعمر النظوج والمعرفة والخبرة فعندما هبطت الطائرة في مدرج مطار كوانشو الدولي اثناء العودة اليها بعد غياب دام اربعة سنين وستة اشهر لظروف جائحة كرونا كانت الذكريات الجميلة اول ما حلقت في سماء مخيلتي وذكرتني سنين جميلة خلت عشتها على ارضها وبين ثنايا ارجائها عندما كانت رحلاتي منها واليها بين رايح وقادي ( كما قال الشاعر المحضار . ون هزه الشوق فر ) عندما وصلت ارض الصين العظيم اليوم هزتني المشاعر والاحاسيس لايامي الخوالي حينها كان تصوري عنها انذاك مختلف كليا عن البلدان التي زرتها اوعشت فيها قبلها ان كان في النظام والدقة في العمل اوالتعامل وتشعر بذلك من اول خطوة عند وصولك اليها عبر القطار مباشرة من هونج كونج او مطار كوانشو الدولي فيتكون لديك الانطباع الاول عن قوة وعظمة هذا البلد العملاق بكل تفاصيله وبعد ان مرة السنين الماضية ونحن نعيش التطورات الاقتصادية والتكنولوجية المتلاحقة والمتسارعة فيها بشكل خيالي حينها كان مطار كوانجزو صغيرا جدا عندما اتيناها اول مرة عبر اندونيسيا وخلال الخمس السنوات الاولى التي استقرينا فيها انشاء فيها مطار ضخم يتسع لملايين المسافرين والاف الرحلات واما خطوط القطارات ومحطاتها توسعة بشكل مبهر وتحولة الى خطوط عملاقة فائقة السرعة حديثة التطور تفوق سرعتها 400كم ساعة ومحطات مبانيها ضخمة تعمل بتكنولوجيا متقدمة ومتطورة جدا وهي تتسع لالاف الرحلات وتستوعب ملايين الركاب المسافرين وشبكة تغطي كل المناطق المترامية الاطراف في كل ارجاء البلاد وفي مجال التجارة والتصدير تحولة المعارض الدولية الصغيرة الحجم الى اكبر المعارض العالمية في العالم اجمع خصصة لعروض البضائع في كوانشو وتعد منفذ عملاق للتصدير الى العالم وعند الإنتهاء من عام 2019م كنت عائدا من هذا البلد العظيم واخذت رحلتي متجها الى ارض الحرمين الشريفين الارض الطيبة العظيمة التي اغرق بحبها لان روحي تهفو اليها كلما بعدت عنها فهي ارض الحب والرسالة ووجودي على ارضهامنذ العام 82 م وواكبت تطوراتها العظيمة فهي قد قامة بخطوات عملاقة في طريق تطورها وتقدمها النموذجي بالمقابل وعندما وصلت اليها كان عندي امل العودة مع ولدي احمد الكلدي لحضور مناقشة رسالتة للماجستير في الجامعة والمقررة مباشرة بعد الاجازة الصينية ولكن حدثت المفاجأه الكبيرة للعالم اجمع بدخول جائحة كرونا مع دخول العام 2020م ومكثنا طيلة تلك الفترة في بيوتنا نعيش باوضاع صعبة للغاية حيث اخذة تلك الجائحة منا ارواح عزيزة علينا وتالم الكل واجتمعت كل الاسر في بيوتهم بالرغم من ظروفهم الصعبة التي عاشها الجميع بمنع الخروج لكنهم عاشوا ايام جميلة لاتنسى مع اسرهم وانا كذلك كنت في ارض الحرمين الشريفين كل تلك الفترة ثم بين القاهرة وسلطنة عمان وبلدان اخرى عندما فتح الحضر الدولي عن السفر بعد جائحة كرونا ولكن في منتصف العام 2024م عدت ادراجي الى عالم الصين العظيم وهنا كانت المفاجأت كثيرة عندما وجدت وجه كوانشوا قد تغير بالكامل خلال تلك الفترة التي غبت عنها حتى شعرت اني غريب عن تلك الديار التي عشت بها فترة العشرون عاما الماضية عندما وجدت شركات السوبر ماركة العملاقة اختفت والمطاعم التي هي شبه معالم اختفت وتغيرت اوجه الشوارع وكان التطور ملفت للانظار ووجدت نفسي حديث العهد عند وجودي في شوارعها حتى كدت لم اعرفها وخطوط المترو فيها فاجأتني كدت لم اعرفها لاني اتيت اليها وبها خطين لمترو الأنفاق ولكن اليوم تتمتع بواحدة من أفضل أنظمة مترو الأنفاق وأكثرها تطورا وكفاءة في العالم وكانت عند مغادرتي لها ب 2019 م تقدر بعشرة خطوط واليوم وجدتها 22خطا وخطوط تحت الانشاء لايعرف احد عددها وقد وصلت بعض تلك الخطوط بامتداد يصل ل 120 كم والى مدن كان الوصول اليها مكلف وبعيدة جدا ومن هنا نعرج على المعالم السياحية التي تضاعفة باكثر من 150% و الوصول اليها بكل يسر وحينما نذكر التطوير المذهل و الخيالي الذي حدث في المصانع وخطوط الانتاج حيث تحولة الى الاتمتة والروبوتات والاجهزة الاكترونية تعمل اوتوماتيكيا حتى اصغر المصانع وتطورة خطوط الامداد والنقل الدولية وتضاعفة بشكل مذهل وهنا كانت تزداد المفاجأت عندما وجدت ان السيارات الكهربائية تغطي كل الشواع وتصل الى 80 % من اجمالي مايستخدمها المواطنين وتحولة سيارات التاكسي والباصات الى استخدام التطبيقات الإلكترونية بشكل كامل وتفاجئك اجرتها الرخيصة بشكل مذهل ووجدت ان المعروض من السيارات الكهربائية في المراكز التجارية الكبيرة يشكل منافسة لمعارض الملابس والبضائع الاخرى وتلك السيارات باذخة في التصميمات والتكنولوجيا المتطورة جدا التي تأخذ الالباب وتنافس اعتى الماركات العالمية التي سبقتها بمئات السنين واليوم نشاهد في السوق العلامات التجارية الكثيرة التي ظهرت خلال الخمسة سنوات الماضية كانها كانت مخفية عن الأنظار وازيح عنها الستار وانطلاقها بثوبها الجديد في كل يوم تشاهد الجديد بالجودة والفخامة العالية التي تاخذ العقل فهي تتمتع بتكنلوجيا الذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية التي تعمل بالاوامر الصوتية فما عليك الا ان تحدد وجهتك وانت في مقعدك دون ان تبذل اي جهد فهي ترضي كل متطلباتك بل تعطيك اكثر فهي لاتخالف السرعة ولا تلعب في خطوط السير ولاتشعر بالنعاس اثناء القيادة . والعروض متواجدة في كل مكان ولم اصدق ما رأيت فقد شعرت انها بقالات لعرض السلع لالعروض السيارات لكثرتها وفي تغير ملفت في الشوارع وجدت مسارات خاصة للدراجات الكهربائية التي ارتفع عدد وجودها ليصل الى 90% واختفى وجود الدراجات الهوائية التي كانت تملكها الشركات قبل كرونا ويستخدمها المواطنين تعمل بالتطبيقات لقد سحبت من الشوارع وافلست تلك الشركات واخذت موقعها الدراجات الكهربائية وتجدها بجانب السكن اومحطة القطار داخل المدينة للاستخدام اليومي وعندما تنهي مهمتك تتركها حيثما توصل ولها مواقف خاصة بجانب المحطات والمرافق او المراكز التجارية او بجانب المنازل وتحرسها عيون الكيمرات المنتشرة في كل مكان التي تعمل بالذكاء الاصطناعي فهي كفيلة بذلك وبالنسبة للتعامل في الحياة اليومية قد لاتحتاج لاستخدم العملات الورقية على الاطلاق الكل يعيش التطبيقات الإلكترونية في كل مناحي الحياة من شراء ابسط الامور الى مالايخطر على بالك فجوالك هو محفظتك وهو عصاك التي لاتعصاك فما عليك وكل مالديك في البنك تاخذه عبر التطبيقات دون عناء او عائق فالكل يشتري من المواقع الإلكترونية بشكل لاتصدقه وبكفائة عالية اذا تأقلم فانت في الصين فوجودك اليوم وتعاملك وتواصلك يختلف عن السابق فما وجدته بالامس لن تجده اليوم عيش المستقبل دومآ في كل لحظة حيث حضيت كافة المجالات طفرة خيالية عملاقة .