آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 07:35 م
الضالع بين فرقتين.. بلد الفوضى نحن هنا
الخميس - 29 سبتمبر 2022 - الساعة 10:47 م
ماذا لو قام الشوابج الخمسة ومن معهم من قوافل الشهداء ووجدوا مملكتهم التي توّجوها بالنصر وخلّفوها لرهطٍ من البلاطجة يعيثون فيها فساداً، ويُفزعون أولئك الأطفال اليتامى رعباً؟!
ماذا جرى يا ضالع الشهامة؟!
أتسمحون لحثالة من السكارى ومتعاطي المخدرات أن يشوّهوا أيقونة الضالع البطلة!!
تباً... الآلاف من الأبطال الذين يربطون الحجارة على بطونهم في خطوط النار، والمئات من الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل مجدها، بالمقابل يتربع ابن سوق على رأس السطلة وخلفه نخبة من الشباب الطيش ويقتتلون في شوارعها بغتةً يتناكحون بالأسلحة الثقيلة ليروح ضحية تلك الهمجية العديد من الأبرياء..
لكم ظللتُ أنا عاكفٌ في محراب هذه الضالع أُمجّدها بكرة وعشيّا، لكم راهنتُ على أبطالها وأنها مصنع المجد والصلابة، لقد كانت سمعة غادرة من الذين امتهنوا الفساد ولطخوا اللوحة النبيلة..
أيُّ ظلالة وإنسانية في روح البلطجي الضالعي٫ تلك الكمية الهائلة من الوحشية والتخلُّف وكل العالم يُشاهد البلطجي ابن هذه المدينة وهي ينزع ساترة المجد عن أمه ويتركها عارية مفضوحة بثغراتها، يُجرّدها من اللائحة التي تحمل أسامي العظماء لتبقى عجوز رثة بتجاعيدها أمام العيان.
كم هم حقراء الماجنون فيها، لم يحترموا الشهداء والجرحى والمبتورة أعضائهم في تخوم حجر والعبارى، لم يحترموا عائلات الشهداء الذين ماتوا وتركوا فلذات أكبادهم وحرائرهم للشقاء يُمرقها..
أخزونا بين الملأ، الغافلون الذين تصعلكوا بلا إرشاد، أخزونا وأنكسوا رؤوسنا نحنُ الذين نتباهى بعرين الضالع، ماذا سنبرر للكلاب النابحة وهي تعضّ لحمة الضالع؟
لماذا لا يتمرجل البلاطجة ويذهبوا بشراستهم إلى الحدود ويثبتوا لبعضهم أنّهم شجعان؟
لماذا فقط بين أوساط الصبايا والإناث يبرزون قواهم؟
الحسرة على كُل تلكِ السرديات، والقصائد، والمقولات التي قيلت في تعظيم الضالع، الحسرة على الصيت الحسنة التي نحتها الشهداء ذات يوم في كل ربع الجنوب بفوهات البنادق وصهيل الحماس، مفارقة لئيمة أن نختتم كل تلك الصولات والجولات المُشرّفة بمشهدٍ بلطجيٍ يقوده السفاء اقتتالاً على السلطة وصرفة الظهيرة في ظل وجود كل هذا الجمهور الغفير الذي وُجِد تقديراً للتضحيات الضاربة في جذور التاريخ!!
يا للمآل أيّها المحراب الطهور أن يتوضى نجس في منبرك الشريف ويُصلّي زيفاً في حالةِ تهجّدٍ بلطجيةٍ فائضة!!.